RSS

حوار مع: شاعر الطّفولة العربيّة محمد جمال عمرو حاوره: ميزوني بناني/ مجلة عرفان/ العدد 3/ شهر ماي 2019

01 ماي

59112074_2626173300745631_404924246742007808_n.jpg

حوار مع:

شاعر الطّفولة العربيّة محمد جمال عمرو

حاوره: ميزوني بناني

محمد جمال عمرو، شاعر الطفولة العربيّة كما سمّاه النقّاد، وهو صديق الأطفال، كتب لهم الشّعر والقصّة والمسرحيّة، وصدرت أعماله في أكثر من مئتي كتاب مطبوع، ونشرت قصائده في كتب اللّغة العربيّة في دول عربيّة عدّة، وله أعمال رسوم متحرّكة، وأعمال تلفزيّة وإذاعيّة للأطفال، وهو يشارك في معظم المعارض والنّدوات والمؤتمرات العربيّة المتعلّقة بالطفل، كان آخرها معرض صفاقس لكتاب الطفل، وعلى هامشه أجرينا معه هذا اللّقاء: 

  • الشاعر والكاتب محمد جمال عمرو، في البداية كيف تقدّم نفسك لقراء مجلّة عرفان؟

أنا صديق الأطفال العرب، فلسطينيّ الأصل، أردنيّ الجنسيّة، وأعشق تونس، درست الهندسة المعماريّة لكنّني هجرتها إلى أدب الأطفال وثقافته، فكتبت لأصدقائي الأطفال مئات القصائد الشعريّة والقصص ومسرحيات كثيرة، وكذلك ثلاثة أفلام رسوم متحرّكة، وبرامج حاسوب، وأغنيات مبثوثة في الإذاعات وشارات مسلسلات الكرتون، وأسهمت في مجلاّت أطفال عربيّة عدّة.

  • كيف بدأت تجربتك في الكتابة للأطفال؟

بدأت تجربتي في الكتابة للأطفال في مرحلة الدّراسة الإعدادية، فكنت أكتب الأغنيات للمسرحيّات التي تنفّذها مدرستنا، ثم رشّحني المدرّس، فكتبت أغنيات مسرحية أطفال لوزارة الثّقافة الأردنيّة، ثم كانت لي أوّل تجربة في مجلاّت الأطفال من خلال مجلّة “أروى” التي كان ترخيصها من فرنسا، وكنّا نحرّرها، ونرسمها، ونجهزها في الأردن وتطبع في لبنان وتوزّع من كلّ عدد 45 ألف نسخة في العالم العربيّ ودول أجنبيّة، وكان أوّل ديوان شعريّ لي قد صدر عن الهيئة المصريّة العامة للكتاب سنة 1990 بعنوان ” نسعى إلى مستقبل”، وبعده توالت إصداراتي.

  • ما هيّ أحبّ قصائدك أو قصصك إلى نفسك؟

أحبّ قصائدي إلى نفسي حكاية شعريّة عنوانها “باسم الجريء”، كتبتها بعد أيّام من مجزرة الحرم الإبراهيميّ، ورسمها الفنّان راشد الكباريتي، وطبعت، وانتشرت انتشارا مُذهلا، ووُزِّعت مطبوعة ومغنّاة على أشرطة “الكاسيت” حينها، وهي تتحدّث عن الطّفل الفلسطينيّ “باسم” ذي الثّماني سنوات، اّلذي قتله الصّهاينة وهو يصلّي الفجر مع والده في الحرم الإبراهيميّ في الخليل بفلسطين وهي مدينتي، وممّا قلته في حكاية “باسم الجريء:

وسارَ لا تسلْهُ كيفَ سارْ.. فرُبَّما مُحلّقًا ورُبّما قدْ طارْ.. وعِنْدَ مَدْخَلِ الحَرمْ.. كانَ الجُنودُ يَرْقبونَ خُطْوةَ القدمْ.. ويأْسرونَ ذَرّةَ الهواءِ في السّماءْ.. ويكرهونَ الفجْرَ والشّروقَ والضّياءْ.. ويَكْرَهُونكُمْ أحِبّتي لأنّكُمْ شُموعْ.. تُبَدِّدونَ ظُلمَهُمْ والذُّلَّ والخُنوعْ.

  • أهمّ الموضوعات التي تعالجها في قصائدك وقصصك؟

أحاولُ في قصائدي وقصصي أن أقدّم للطّفل المتعة والتّسلية قبل المعلومة، وأركّز على إثارة فكر الطّفل وخياله، فقد كتبت مؤخّرا مجموعة قصائد حول فكرة ” ماذا لو؟” مثل: ماذا لو غَضِبت الألوان من الرّسّام مروان؟ وماذا لو أنّي طرزان؟، وماذا لو جفّ النّهر؟، وماذا لو أن الغيمات صارت مثل الطيّارات؟، وماذا لو عندي مصباح؟، وغيرها من التّساؤلات الّتي تفتح عقل الطفل، وتدفعه إلى التّفكير خارج الصّندوق.

كذلك أكتب في كلّ الموضوعات الّتي تهمّ الأطفال وفق مراحلهم العمريّة، فمثلا أطفال الرّوضة يحتاجون موضوعات من بيئتهم المحدودة، أمّا الفتيان فالمجال فسيح والموضوعات كثيرة ومتنوّعة، وفي كلّ الأحوال فأنا أحاول في كتاباتي بثّ القيم والاعتزاز بالأمّة، وتعزيز ثقة الطّفل بنفسه، وحبّه لوطنه، والحثّ على التّسامح والمحبّة، وما إلى ذلك من موضوعات.

  • نصائح تقدّمها إلى قرّاء مجلّة عرفان لتحبيب القراءة إليهم؟

القراءة أعزّائي تبني شخصيتكم بناء قويّا، وهي تسهم في توسيع آفاقكم وتنمية أفكاركم، وهي تساعدكم في حلّ مشكلاتكم، وتجاوز المصاعب والمتاعب، كذلك تقوّي لغتكم، وتكسبكم كلمات وعبارات جديدة، وتضيف إليكم الخبرات والمعلومات، والقراءة تسلّيكم، وتشغل أوقاتكم بما ينفعكم، وعليكم أصدقائي أن تختاروا الكتاب الذي يحقّق لكم المتعة والفائدة معا، والّذي تشعرون أنّه يلبّي رغباتكم.

وحتّى تصبحوا قرّاءً جادّين أقترح عليكم تخصيص أوقات محدّدة للقراءة، وأن تأخذوا الكتب والمجلاّت معكم حين تذهبوا في نزهة أو رحلة مع الأهل والأصدقاء، وأن تتهادوا الكتب في المناسبات أنتم وأصدقاؤكم، وأن تجعلوا في غرفة نومكم رفّا للكتب، وأن تزوروا المكتبات المدرسيّة والعامّة، وتشاركوا بالأنشطة فيها، وأن تناقشوا  أصدقاءكم في موضوعات الكتب التي تطالعونها، ولتحرصوا على أن يظلّ الكتاب خير جليس لكم مهما توفّرت لديكم الهواتف النقّالة وألواح “التابلت” و”الآيباد”، وسواها،..

  • ما هو أطرف أو أصعب سؤال طرحه عليك الأطفال أثناء لقاءاتك بهم؟

لن أتردّد في القول بأنّ أطفال تونس عموما وأطفال صفاقس على وجه الخصوص، هم من وجّهوا إليّ أسئلة طريفة تتطّلب التّفكير قبل الإجابة، فمن خلال حواراتي معهم، شعرت في لقائي الأخير بهم في معرض صفاقس لكتاب الطّفل أنّ عليّ أن أفكّر جيّدا قبل الإجابة، إذ سألتني الطفلة “دنيازاد”: من أين تأتي بموضوعات قصائدك؟ وسألتني “سيرين”: كيف تختار عنوان قصائدك؟ وسألتني “ريم”: متى بدأت تكتب الشّعر؟ وما هي أوّل قصيدة كتبتها؟ وسألني “محمد”: هل لديك طقوس معّينة أثناء كتابتك للقصائد؟ وسألتني “شهد”: لماذا تكتب الشّعر؟ وكيف تكتب الشّعر؟ وسألتني “ملاك”: من ألهمك كتابة ديوانك في حبّ تونس؟ وسألني “يوسف”: هل شجّعك أحد على أن تكتب؟ وسألتني “آية” سؤالا طريفًا: متى تعجب بالقصيدة؟ حين تكتبها أم حين تلقيها؟

  • حدّثنا إذن عن مشاركاتك في معرض صفاقس لكتاب الطفل؟

للسّنة الرّابعة على التّوالي أشارك في معرض صفاقس لكتاب الطّفل، بورقة بحث في الندوة العلمية المتخصّصة الّتي تقام على هامش المعرض، وكانت هذه المرّة حول البيئة في قصّة الطفل العربي، كذلك أشارك بلقاءات مع أصدقائي الأطفال في قاعة “كامل الكيلاني” وفي المكتبات العامّة والمدارس في صفاقس والمناطق القريبة منها.

أمّا مشاركتي هذه السّنة فأعدّها أجمل المشاركات وأكثرها دهشة، ذلك أنّني اصطحبت معي مئات النّسخ من ديواني الجديد “في حبّ تونس”، الذي كتبت قصائده ورسمه الرّسّام الجزائري المبدع “جميل الوردي”، فلقي قبولا طيّبا من رواد معرض صفاقس صغارا وكبارا، ولمست محبّة الجميع لي وأنا أقرأ قصائده في القاعة أو على خشبة المسرح، وتناولت في ديواني قصائد حول: تونس، صفاقس، ابن خلدون، الشابي، ملكة قرطاج، عزيزة عثمانة، وفرحات حشاد.

  • ما هي المجلاّت التي أسهمت في إصدارها وتحريرها؟ وكيف ترى أهمية صحافة الطفل؟

منذ سنة 1983 وأنا أعمل في مجلاّت الأطفال، ففي البداية كانت مجلّة “أروى” التي حدّثتكم عنها ، ثم كانت مجلّة فراس بترخيص من لندن، وكنّا نجهّزها في عمّان ونطبعها في برشلونة/ إسبانيا قبل أن ننقل طباعتها إلى لبنان، ثم أدرت تحرير مجلّة براعم عمّان التي صدرت عن أمانة عمان الكبرى (البلدية)، وكانت توزع محليّا، ثم ترأّست تحرير مجلة “فراس” التي تصدر عن وزارة الثقافة الأردنية، ثم إدارة تحرير مجلّة “حكيم” التي صدرت عن مؤسّسة خاصّة في الأردن، وبين تلك المجلاّت كانت مجلّة “فرسان” الإماراتية، ومجلة “أدهم” التي صدرت عن جمعية حماية الحيوان في الأردن، ومجلة “القمر الصغير” التي صدرت في سورية، إلى أن شرفتني مجلة عرفان اليوم بأن أكون ضمن هيئة تحريرها.

09- في الأخير ماذا تريد أن تقول لقرّاء مجلّة عرفان اليوم؟

أقول لأصدقائي قرّاء مجلّة عرفان.. أنتم رجال الغد ونساؤه.. نحن راحلون مهما طالت أعمارنا.. منكم شعراء الغد وقاصوه وروائيوه ومبدعوه.. فليبحث كلّ منكم في نفسه عن موهبته.. وليعمل على تنميتها وتطويرها.. وليستعن بخبرات الأهل والمدرّسين لتوجيهه الوجهة السليمة.. وفي زمنكم هذا توفّرت لكم وسائل ووسائط لم تتوفّر لنا.. تستطيعون أن تنشروا إبداعكم في وسائل التّواصل الاجتماعيّ.. وهي وسيلة زهيدة الثّمن، سريعة الوصول.. وليكن اعتزازكم قويّا بأمّتكم ووطنكم مهما برزت لكم من مغريات.

59301624_917682118563701_1198434830660927488_n

 

أضف تعليق